في شهر تشرين الاول سنة 1954 قررت ادارة جمعية الشبان المسيحيه في الناصره ان ترسل وفدا للاشتراك في مؤتمر وحفلات اليوبيل المئوي لتأسيس جمعية الشبان المسيحيه في العالم والذي سيعقد في باريس في شهر اب سنة 1955.
في تلك السنه كنت عضوا في مجلس ادارة الجمعيه فقدمت طلبا للاشتراك في ذلك المؤتمر وقبل طلبي وهكذا اصبحت عضوا بالوفد الذي ضم سكرتير جمعية الشبان المسيحيه في القدس السيد لسلي بتنم وعقيلته واحدى الموظفات في مكتبه ومن الناصره الدكتور سامي جرايسي ووليد حماتي وكلنا اعضاء في نادي الروتاري في الناصره والقدس.
في الساعة الثالثه بعد الظهر يوم الاربعاء الثالث من اب 1955 ابحرت بنا السفينه الايطاليه الجميله “فيليبو غريماني” من حيفا ونحن على متنها. كانت رحلتي الاولى لخارج البلاد ولاول مره في باخره ومع مجموعة كانت معرفتي بأعضائها جديدة العهد .
قي اليوم الثاني رست الباخره في ميناء لارنكا في قبرص حيث تجوّلنا بشوارعها وازقتها القديمه وكانت اشبه بقرية كبيره. اما الميناء الثاني كان بيريوس (ميناء اثينا) حيث ايضا قمنا بزيارة الاماكن الاثريه اليونانيه القديمه “الاكروبوليس” وابحرنا بعدها حيث مرت الباخره في مضيق “مسينا” الضيق ثم بمحاذات البركان سترمبولي واخيرا نابولي وبومبيي والجبل المجاور فسوفيس Napoli – Pompeii and Vessuvius .
جدير بالذكر ان السيد لسلي بتنام , سكرتير جمعية الشبان المسيحيه في القدس احضر معه سيارته الشفروليت ستيشن الجديده وكانت معنا في السفينه حيث عند وصولنا الى نابولي انزلت السياره وابتدأنا بالتوجه الى المدينه الخالده روما وهناك اذهلتنا بناياتها التاريخيه العظيمه وكنائسها الضخمه وينابيعها الجميله التي تتوسط اكبر شوارعها , ثم كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان والكولوسيوم ومنها مباشرة خرجنا من روما شمالا الى مدينه تدعى “غروسيتو” والتي كانت شوارعها تعج باهلها وهي تحتفل بعيد شفيعها القديس لورنزو وفي تلك المدينه شاهدنا لآول مره صندوق العجب الذي يسمى “تلفزيون” وللاحتفال بذلك دعانا الزميل سامي لاكلة بطيخ كان يباع مقطّعا بالشوارع ولن ننسى احتساء الكوكا كولا لاول مره في حياتنا.
في اليوم التالي توجهنا بالسياره شمالا باتجاه المدينه المشهوره ببرجها المائل “بيزا” ثم الريفييرا الايطاليه وبعدها الافرنسيه حيث قررنا المبييت في سان ريمو ولكن الفنادق كالعاده في الصيف تعج بالضيوف, الى ان وجدناغرفه واحده شاغره في احد الفنادق وهناك معظم المجموعه قضت ليلتها فيها باستثناء سامي ويوسف حيث قضينا ليلتنا بالسياره بعد ان تجولنا الى ما بعد منتصف الليل في معالم سان ريمو البلد التي لا تنام.
في اليوم التالي دخلنا فرنسا, وباريس تبعد عنا 900 كم فهنا السيد بتنام سلمني قيادة السياره واعلمني جادا انه علينا ان نصل الى باريس غدا مساء لنحضر بدء احتفالات اليوبيل, فتوكلنا على على الله وعلى الشفروليت فقلنا يا الله واسرعت بنا السياره الجديده والقويه على طريق مستقيمه, وكانت السياره تسير على بساط من اسفلت ناعم ومع استراحة قصيره في نصف الطريق تابعنا السرعه الى ان وصلنا الى يافطه جميله عليها كلمات اجمل ” اهلا وسهلا في باريس” باللغة الافرنسيه.
يوسف سروجي
تشرين اول 2014
Cyprus:
Roma:
Paris: