في المؤتمر واحتفالات اليوبيل المئوي لجمعيات الشبان المسيحيه في العالم اشترك ثمانية الاف شابا وشابه من جميع انحاء العالم . كل مشترك وضع على صدره بطاقه خاصه مسجل عليها اسمه والبلد التي جاء منها. مع كل شخص بطاقه لاستعمال المترو بدون مقابل لمدة عشرة ايام المؤتمر اي من 12 اب 1955 الى 23 اب 1955 وذلك على كل خطوط باريس , كذلك بطاقات لحضور فعاليات المؤتمر , بطاقات مكان النوم والطعام وكتيب صغير عن معالم باريس وخرائط وطبعا مفكرة مسجل فيها برامج المؤتمر.
اثناء الفراغ من برامج المؤتمر كنا نقوم بزيارات لمعالم باريس الكثيره فالى برج ايفل العظيم وقصر شايو وحدائقه الجميله الى ساحة الكنكورد ومن هناك سرنا لي شارع كليبير الى قوس النصر حيث حضرنا حفلة وضع اكليل زهور على ضريح الجندي المجهول تحت قوس النصر.
المؤتمر وقائعه وحفلاته انتهت في 23 اب وفي اليوم التالي اي 24 منه توجهنا بالسياره المرافقه باتجاه الجنوب – الى بال في سويسره ثم بادن واخيرا وبعد ان قطعنا نهر الراين وسرنا داخل غابات كثيفه لاميال عديده وصلنا في 25 اب الى زوريخ الى بيت جمعية الشبان المسيحيه هناك.
في اليوم الثاني غادرنا زوريخ باتجاه الحدود النمساويه وبموجب الخرائط التي معنا رأينا ان اقصر طريق لتلك الحدود هي على شواطيء بحيرة كونستنس فسلكنا تلك الطريق الى ان اوقفنا شرطي حيث سألني عن الرخص وجوازات السفر وحين ارجعها سالني الى اين نحن نقصد فاجبته انه النمسا فنظر الى بتعجب وقال اننا الان في المانيا. في تلك الايام كان الاسرائيليون يمنعون من السفر الى المانيا لكن الشرطي بلباقه وادب ارشدنا على الطريق الصحيح وتابعنا سيرنا الى مدينة بريجنز اول مدينه في النمسا ثم تابعنا السير باتجاه جبال الالب حيث مررنا بقرى كثيره وكل واحده اجمل من الثانيه ثم مررنا بممر البيرغ الذي يعلو عن سطح البحر 1174 متر الى ان وصلنا مدينة انسبروك الجميله, عاصمة التيرول وتابعنا الى قرية أيجلز, قريه جميله جدا كلها فنادق فمهما كتبت عن جمال تلك القريه لا استطيع ان اعطيها الحق التي تستحقه.
في اليوم الثاني عدنا الى انسبروك وهنا السيد بتنام وعقيلته تابعا سيرهما بالسياره الى المانيا ونحن الاسرائيليون اخذنا القطار مباشره الى مدينة سالزبورغ النمساويه.
عند ظهيرة يوم الخميس الاول من ايلول عاد السيد بتنام وعقيلته من المانيا حيث تابعنا جميعنا السير الى فيينا وهناك استقبلنا ممثلوا جمعية الشبان المسيحيه ورافقونا الى بحيرة بين الجبال الشاهقه ومنها الى غابات فيينا المشهوره وثم الى غرنزينغ حيث تتواجد بكثره البيوت التي في مواسم الصيف تحوّل ساحات بيوتها الى مطاعم تقدم الدجاج المشوي مع النبيذ الذي هو من صنع البيت. هناك وبرفقة سامي وبعض الاغراب على طاوله واحده شربنا النبيذ الطيّب وانتهت الامسيه ونحن واياهم اعّز الاصدقاء .
بعد فيينا توجهنا الى الحدود الايطاليه الى فلورنسا حيث قضينا ليلة هناك ومنها مباشرة الى فينيسيا وهناك ادخلنا السياره الى احد المواقف واخذنا مركبا صغير – غندولا – حيث ابحر بنا في القنال الكبير ما لبث بعد عدّة دقائق ادخلنا الى قنالات صغيره معرجا تارة لليمين وتارة لليسار الى ان وقف محاذات با ب الفندق الذي سنبقى به بانتظار السفينة التي ستقلنا الى حيفا.
في الخامس عشر من ايلول وصلت الباخره “ميسابيا” والتي على متنها قضينا عدّة ايام كانت استراحه وذكريات نسردها لبعضنا وكم كانت الرحله وبالنسبة لي الرحلة هذه كسرت حاجز الخوف الخيالي من السفر ومسؤولياته ومشاكله واصبح قضية قرار وكل شيء اخر هو بسيط وسهل. رأيت عالما اخر متقدّم اهله يتمتعون باخلاق متواضعه ولكنها قويه وتفتخر بتاريخها العريق. صادقون يحبون مساعدة الغير وخصوصا الغريب منهم. الحرب الضروس التي انتهت قبل عشر سنوات فقط كانت درسا قاسيا ارجعهم الى رشدهم واصبح السلام والعيش الرغيد مطلب كل شاب وشابه في تلك البلاد.
يوسف سروجي
تشرين اول 2014
Austria
Florence Venice